مقتبس
اولدت الاحياء الكبيرة للمدن عشرات القصص تستغرق روايتها عشرات السنين، كحي العشار بالبصرة المنصّف بنهر متفرع من شط العرب الكبير، كانت تُستوفى في زاوية مصدره ضريبة “العُشر” الجمركية – خلال العهد العثماني – لا تتعدى مساحة هذا المركز ميلاً مربعاً واحداً، لكن الدوران حوله مقرون بعدد القصص المروية عن حياة ساكنيه وعامليه المحسوبة بحوادث غير مسجلة في ديوان، ولا تنسب حكايتها لراو بعينه. تتداول الألسنة حكايات شفاهية خفيفة بوزن طاقية رأس، أو ثقيلة بوزن كيلة قمحٍ في قبان ضريبة العُشر وكل راوٍ يطارد لقطة عابرة من جريان النهر البشري المحاور للنهر الطبيعي ، يستخلص منها متعة للنظر ونغمة للصوت ونشقة من رائحة إنسان.