مقتبس
يمكن أن نحدد سياسة الرئيس دونالد ترامب الخارجية المتعلقة بملفات الشرق الأوسط بملفين أساسيين يلحق بهما بعض الملفات الثانوية. الملف الأول هو الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي عبر تقديم الدعم منقطع النظير وعرض الخدمات والصفقات التي لم يقدمها أحد من أسلاف ترامب من رؤساء الولايات المتحدة. أما الملف الثاني فهو محاولته تحجيم دور إيران في المنطقة عبر تدمير قدراتها الإقتصادية والعسكرية بغية إيصالها إلى حالة الركوع وطلب الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إدارة ترامب وبشروطها ، وقد تم تنفيذ تلك السياسة عبر خطوات ابتدأت بالإنسحاب من الإتفاق النووي ، تبعها إطلاق حزم العقوبات الإقتصادية التي شلت ، بل دمرت الإقتصاد الإيراني ، وصولا إلى حافة المواجهة العسكرية ، إذا استثنينا بعض الضربات المتبادلة بين الطرفين. بينما مثلث دول التعاون الخليجي “البقرة الحلوب” كما وصفها دونالد ترامب عدة مرات ، لذلك حاول استنزافها قدر استطاعته ، دون أن يقدم لهذه الدول دعما ملموسا في لحظات حرجة تعرض فيها أمنها الوطتي إلى تهديد حقيقي. سوريا والعراق واليمن ولبنان مثلث ملفات ثانوية في السياسة الخارجية لإدارة ترامب، فهي بالنتيجة ملفات ملحقة بالملفين الاساسيين المشار إليهما