دار النشر
The Grand Library
ISBN978-1-915149-02-2
£8.00
سعد عودة شاعر وروائي عراقي ، عضو الاتحاد العام للادباء والكتّاب في العراق. صدرت له مجموعتان شعريتان – يبوووو في 2016، و طاسين الشارع،
The Grand Library
ISBN978-1-915149-02-2
فوضى التي اصابت المكان جعلت الطريق الى الطابق الثاني ليس يسيرا فعليك ان تعبر الكثير من الحاجات التيا غطت المكان, قناني اطفاء فارغة, اسرة وفرش واغطية وكراسي مكسورة ومنضدة زحفت من مكانها لتشكل عارضا امام السلم الذي يقودهم للطابق الثاني الا بعد ازاحتها من قبل افراد الشرطة, الطابق الثاني مايزال يحترق، جدرانه السوداء ما زالت تتألم وارضيته التي تحولت الى لوحة سريالية غامضة الدلالات نتيجة انتشار بودرة اطفاء الحرائق التي اختلطت ببقايا الاقمشة المحروقة ومنحت الممر شكلا غرائبيا ومخيفا بطريقة ما,
التفت الى مديرة الدار وسألها
– خذيني الى الغرفة
اشارت اليها حيث تقع في منتصف الممر, عندما وصلوا تسمروا كلهم امام المشهد المرعب الذي حوّل المكان الى كائنات صامتة لاتقوى على الكلام, باب الغرفة الحديدي تم خلعه وتنحيته جانبا ليتسنى للرائي احتواء المشهد حتى قبل الدخول اليها, الحيطان السوداء والنافذة الكبيرة التي تطل على الخارج كانت خلفية لدائرة غريبة من الاجساد المتفحمة التي شكلت حلقة سوداء متكلسة ومتفحمة بالكامل, كانت ست اجساد يركعن على الارض وهن يشكلن دائرة متناسقة بطريقة واضحة, التفت الى مديرة المركز وسألها
– ست بنات هن من قمن بالإضراب
– لا…سبعة
– واين البنت السابعة
– موجودة
– هل يمكنني ان اراها
ذهبت المديرة قبل ان تعود برفقة فتاة سمراء لم تتجاوز العشرين من عمرها, كانت تبدو هادئة وغير مبالية بجثث صديقاتها المتفحمة, كانت تمتلك نظرة غريبة رغم الشكل البريء الذي تحاول ان تفتعله وهي تغطي نفسها بعباءة سوداء, اقترب منها وسألها
– ما اسمك
– مروة
– كنتِ داخل الغرفة وقت الحريق
– نعم
– وكيف تمكنتِ من الخروج
– الحرس…تمكنوا من فتح الباب وسحبوني الى الخارج
– من دون ان تمسك النار
– نعم
– طيب …صديقاتكِ لماذا يجلسن بهذه الطريقة
– لا اعرف
– مروة…كيف يمكن للأنسان ان يبقى ثابتا في مكانه وهو يحترق
– لا اعرف
كان واضح جدا انها تعرف الكثير وواضح جدا انها تحاول جاهدة ان تمنع هذه المعرفة من الوصول اليه وهذا جعله يلتفت مرة اخرى الى دائرة الاجساد هذه, في مركز الدائرة لمح شيئا غريبا, كان خليطا من اللونين الاسود والازرق ينتشر على ارضية الغرفة ويشكل بقعة صغيرة وغريبة تشبه كثيرا فما مفتوحا يصرخ لشيء ما في السماء, اخرج قلمه الجاف وعبر الجثث المتفحمة ورفع جزء من المادة برأس القلم, كانت مادة بلاستيكية تمت اذابتها نتيجة حرارة الحريق عندها التفت الى مروة وسألها بلهجة حادة مفادها ان كلمة ( لا اعرف) لن تكون مناسبة على هذا السؤال
– مروة…ما هذا
ارتبكت قليلا، حاولت ان تغطي وجهها بأطراف عباءتها لكنها انتبهت انه لن يمنحها الفرصة للتهرب من ألاجابة لذلك رمقتهُ بنظرة غريبة مع ابتسامة ماكرة وهي تقول له:
مجرد نعل مقلوب