دار النشر
The Grand Library
ISBN978-1-915149-01-5
تصميم الغلاف/ حازم كمال الدين
£7.00
حازم كمال الدين مسرحي، روائي، مترجم، وصحافي عراقي الأصل مقيم في بلجيكا منذ أواخر الثمانينيات.مدير فني سابق لمحتَرف صحراء 93 للمسرح،
The Grand Library
ISBN978-1-915149-01-5
تصميم الغلاف/ حازم كمال الدين
“هذه جريمة كبرى! كيف افتتحت الرواية بما انتهتْ إليه الأحداث وخرّبت متعة القارئ؟” قال.
“ارتكبتُ جريمة لأنّي افتتحت روايتي بما انتهتْ إليه الأحداث وخرّبتُ متعة القارئ؟!” أجبته بسؤال.
وعندما لم يعلّق قلت لنفسي: “هل هي جريمة أن أفتتح روايتي بالخاتمة أو الوسط؟”
شنو الفرق بين الخاتمة والافتتاح والوسط؟
في معتقلات صدّام حسين، إبّان حفلات التعذيب، اختتم رجل الأمن إحدى (الحفلات) بأن فتح عين السندباد اليسرى، وشدّ جفنه الأعلى، وربطه بشريط لاصق على برواز الحاجب، وثبّت عويناته الطبيّة على أرنبة أنفه، وارتدى قفّازا جلديّا ثخينا ثم انهال باللطمات على عينه المبحلقة.
بياض العين اغرورق بالألوان.
هشيم الزجاج انغرس في بياض العين.
منسوب الدماء ارتفع وفاض على الوجنتين فسقى فسائل الزجاج المتناثرة.
خاتمة (لوحة) فسائل الزجاج التي أبدعها رجل الأمن أثارت غيرة زميلٍ منافس مصرٍّ على انتزاع اعتراف السندباد بالانتماء إلى معارضة النظام.
اندفع المنافس في مفتتح حفلةٍ تالية إلى تصميم رقصة خطواتها الإغارة، والإمساك بكفّ السندباد، وعضّ سبّابته حدّ الانقطاع، وترك السبّابة تسقط على بلاطات الزنزانة، ومراقبتها وهي تتراقص وصولا إلى الهدأة الأخيرة.
مرآى (رقصة) الأصبع المبتور أشعل غيرة زميل ثالث عمد إلى بناء (مشهد سينمائيّ) استهلاله قلع أظافر أقدام السندباد، ووسطه انتظار نموّ الأظافر جديدة، وقبل تحّولها من الحالة السائلة إلى المتكلّسة وضع خاتمة المشهد بأن دهس الأظافر بالحذاء وأطلق نداء ظَفَرٍ متبوع بمناداة منافسيه لرؤية (مشهد) الأظافر التي تسيل.
هل لك أن تشرح لي شنو الفرق بين الخاتمة والافتتاح وما بينهما، ولماذا يتّهمني المثقّفون بالإجرام إذا وضعتُ (مشهد) الأظافر التي تسيل محلّ (لوحة) فسائل الزجاج أو (رقصة) الأصبع المبتور أو (طقس) وأد الرجال؟
شنو الفرق بين الخاتمة والافتتاح، وشنو الفرق بين الأعمال التي توصّف واحدا بالمجرم والآخر بالأديب؟
أو.. شنو الفرق بين من ينهب مآسٍ يصنع منها فنًّا يحقّق الشهرة، وبين من يبتكر تلك المآسي على أرض الواقع؟
أحكام بعض المثقّفين في حقّي هي التي جعلتني أندفع لإغاظتهم ومقاربة تتابع الأحداث كما يفعل البهلوان مع الكرات الصغيرة في السيرك: البهلوان يتقاذف الكرات في الهواء لا على التعيين والجمهور مشدودٌ إلى ما ترمي يديه في الهواء.