دار النشر
The Grand Library
لوحة الغلاف / للفنان فاضل العزاوي
£6.00
رواية حميد الكفائي الثانية التي نتبع فيها رحلة البطل ناظم مطشٌر من قرية رملة الى بغداد والتي تتحدث كسابقتها “عابر حدود” عن أجواء الريف العراقي وعن الظلم والمعاناة التي يعيشها الفقراء في مجتمعات تتحكم فيها عادات وتقاليد بالية.
لقد برع الكفائي في تصوير المجتمع الريفي حتى بدت الرواية (وكأنها فلم تسجيلي) يصور حياة الريف العراقي” د. محمد رياض
العشيري
عوده وهيب: “رغم أن مواضيع الحوارات في الرواية هي نقاشات وجدل حول مواضيع اجتماعية ودينية وسياسية، يفترض بها إضعاف البناء الدرامي، إلا أن الكفائي عرضها بانسيابية لتكون جزءا من مشهد حياتي حي، فهي تنقل بمهارة واقع الحياة في العراق المشبع بالنقاشات والجدل الذي يطغى عليه أحيانا الأسلوب الخطابي أو التعليمي.
نبذة عن المؤلف
كاتب عراقي حائز على الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في العلوم السياسية والترجمة والاقتصاد من جامعات أكسيتر وويستمنستر ولندن البريطانية. عمل في الصحافة والأبحاث الاقتصادية والإدارة منذ 30 عاما وتولى عددا من الوظائف الدولية في الإدارة الإعلامية والأبحاث العلمية. عمل أستاذا في الاقتصاد السياسي والعلوم السياسية في جامعة أكسيتر البريطانية، وأستاذا في الأدب العربي والإسلام والحداثة في جامعة ويستمنستر في لندن. أدار قسم الإعلام الألكتروني في الأمم المتحدة وأسس وأدار مؤشر الاقتباس العربي للأبحاث العلمية ضمن شبكة العلوم الدولية. ألَّفَ كتاب (فشل الديمقراطية في العراق) الصادر عن دار راوتليج البريطانية عام 2019، وشارك في تأليف كتاب (الربيع العربي) الصادر عام 2014 عن دار راوتليج أيضا. صدرت له روايتان في اللغة العربية هما (عابر حدود) و(الغائب الحاضر). يكتب بانتظام في اللغتين العربية والإنجليزية في الشؤون السياسية والاقتصادية ولديه مئات المقالات والأبحاث المنشورة.
The Grand Library
لوحة الغلاف / للفنان فاضل العزاوي
إن تاريخ الشخصيات السياسية المتميزة، ونشاطهم أمر جدير بالاهتمام ، ونوري السعيد أحد هذه الشخصيات ، فكان مالىء الدنيا وشاغلها فقد قضى نصف قرن من حياته في عالم السياسة، إذ كان خلالها أكثر رجال الساسة العربية دهاءا ونفوذا وأمضاهم كلمة وأشدهم قوة وصلابة، كانت شخصيته نادرة في التاريخ العراقي المعاصر، إذ حاول نوري السعيد أن يحقق ذلك التوازن الشديد بين المصالح البريطانية والمطامح الوطنية للشعب العراقي ، وبين أبناء العشائر وأبناء المدن ،كما لعب دورا مميزا في تسيير دفة الحكم الملكي والنهوض به، بالرغم مما شاب تلك الفترة من عقبات وعثرات وإنقلابات وإنتفاضات، إتسمت بالسخونة والتصفيات الجسدسة أحيانا.إلا أن خاتمة هذا الرجل موضع كتابنا كانت فاجعة هائلة لم يسجل التاريخ قبل ذلك لها مثيلا في فضاعتها. إن دراسة نوري السعيد في قيادة السياسة في العراق لحقبة تقارب أربعة عقود من الزمن وكذلك سلوكياته وأفكاره مسألة أساسية لفهم تأسيس دولة دستورية ناشئة إذ كان نوري السعيد رجلا ذكيا يتمتع بكاريزما هائلة أي جاذبية فعالة، وهو سياسي مستبد ومحنكّ وعنيف مع أعدائه يتمتع بذكاء متميز في المناورات والمؤامرات السياسية غالبها في الخفاء كما له القدرة الفعالة التي أرهبت الكثير من الساسة الذين لم تكن لديهم القدرة على مواجهة كاريزمائية قوية، خاصة حينما كانت مدعمة من قبل الادارة الانكليزية بل ويمثلها . أعجب نوري السعيد بسعد زغلول الشخصية الوطنية العربية في مصر، وكان يرى في الزعيم التركي كمال أتاتورك بأنه فلتة من فلتات التاريخ لا يجود الزمان مثله بسهولة. كان أسلوب الأقناع سلاحه الناجح في السياسة وخارجها ويشهد بذلك المعارضون من مواطنين وأجانب على حد سواء. كان يستعين في مناقشاته بالمزح والدعابة حتى في مجالات السياسة للرد على المنتقدين.كانت قوة ذاكرته تسعفه على الدوام إذ كان يتذكّر خصائص أغلب من يقابلهم وظروف المقابلة حتى لو مرّت عليها سنون طويلة. وكانت كذلك النكتة وسرعة الخاطر تسعف نوري السعيد في مواقف عديدة. لقد إحتل نوري السعيد طيلة هذه الفترة موقع القائد السلطوي الأبوي في قيادة الخطوط العريضة لسيرورات الحكم في العراق وبسبب توافق طموحاته مع رغبات الإدارة الإنكليزية، تمكّن من أن يتولى هذا الدور، وقد قَبِلَ الكثير من أفراد المجتمع العراقي بدوره المستبد، كما ان الفكر السياسي عامة خضع له، وإجتذب الدور الذي تولاه الكثير من السياسيين والإداريين، فإستسلموا له أو سايروه. فقد إرتبط إسمه بالبريطانيين إرتباطا وثيقا، فهو الذي ثبتّ السيطرة البريطانية على العراق بمجهوده ومناوراته، فكانت لا تسقط حكومة عراقية أو تشكّل أخرى إلا برأيه ، فهو محور كل شيء، ويعتقد غالبية العراقيين أن معظم الساسة الذين لعبوا دورا على المسرح السياسي العراقي هم تلامذة نوري السعيد، فقد كان مدرسة سياسية قائمة بذاتها تفرز شخصيات تدور في فلك المبادىء والآراء التي يؤمن بها، وقد أحاطت بشخصيته هالة لا تقتحم تتميز بالرهبة يخشاها الجميع عراقيون وعرب. لقد كانت شخصية نوري السعيد غامضة ومهيبة تثير خيال السامعين وتطرح صورا مرعبة في أذهانهم ، فقد كان عارفا وخبيرا بأخلاق ونفسيات الساسة المحيطين به والمتسابقين الى إقتناص المناصب والثروات، فيعالجهم ويمسك بخناقهم حتى يروض العاقين منهم، فلا يشذّ أحد منهم عن خططه ونواياه وأهدافه، ومن يشذّ عن ذلك يحيك له نوري السعيد مؤامرة خلف الابواب المغلقة تليق به فيلوي يده ويضعه في مكانه الطبيعي . فقد كان قاسيا لا يرحم خصومه فقد أتهم بقتل عدد من السياسيين المعارضين له وقيل انه المحرّض على مقتل توفيق الخالدي سنة ١٩٢٤ الذي شغل منصب وزارة الداخلية والذي كان يطالب بالجمهورية ويعارض العائلة الملكية والمتهم بقتل الضابط المتقاعد شاكر القره غولي أحد رجالات نوري السعيد والذي قيل أنه كان يستخدمه لتصفية خصومه السياسيين، كما حامت حول نوري السعيد تهمة مصرع الملك غازي إنتقاما لمقتل جعفر العسكري.